تخطي للذهاب إلى المحتوى



 



 

جاء إطلاق صندوق سمير عبد الهادي للثقافة والفنون تعبيراً عن رؤية متجذّرة في الإيمان بأثر الثقافة، حيث قدّم الصندوق منحة كريمة للجمعية الثقافية العربية ساهمت في تأسيس زاد الفنون عام 2023، لتكون منصةً حيّة تدعم المشهد الثقافي الأردني وتستثمر في الإنسان وقدرته على التعبير والتخيّل والتغيير.


يمثّل الصندوق التزاماً طويل الأمد بدعم المبادرات الثقافية والتعليمية المستدامة، وخاصة تلك التي تفتح المجال أمام الفنانين اليافعين لتطوير مهاراتهم والتعبير عن هويتهم والمشاركة في الحياة الثقافية المحلية والعربية.​




وُلد المهندس سمير عبد الهادي في القدس عام 1942، ونشأ في أسرة ذات حضور سياسي ومجتمعي بارز؛ فوالده، نعيم عبد الهادي، كان من الشخصيات الأردنية الفلسطينية البارزة، وتولّى مناصب سياسية وإدارية خلال مراحل مفصلية من تاريخ البلاد. تلقّى تعليمه في "مدارس الفرندز" في رام الله، ثم تخصص في الهندسة المدنية في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث انخرط في الحراك الطلابي والنقاشات الفكرية التي كانت تعج آنذاك بالقضايا القومية والتحررية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. شكّلت تلك المرحلة وعيه السياسي والثقافي، وعزّزت إيمانه بأن الثقافة والمعرفة أدوات مقاومة ومساحات للنهوض والتأثير المجتمعي.


امتدت مسيرة المهندس سمير المهنية إلى ليبيا والإمارات العربية المتحدة، حيث كان من المساهمين البارزين في توسعة شركة "الاتحاد الهندسي - خطيب وعلمي". وفي عام 1980، أسس شركة في الأردن تحت اسم "علمي وعبد الهادي"٬ تولّت تصميم وتنفيذ مشاريع خدمية وإنشائية حيوية في مختلف محافظات المملكة.


لكن أثره لم يتوقف عند حدود العمل الهندسي، إذ كرّس علاقاته المهنية والاجتماعية التي نسجها خلال إقامته في الخليج لدعم الإنسان الفلسطيني على أرضه. عبر مبادرات فردية، ساهم في ضمان استمرار الدعم الموجّه لمؤسسة التعاون، وحرص على أن يبقى هذا العطاء متصلاً ومتجدداً، سواء من خلال التمويل المباشر أو من خلال تفعيل علاقات دعم واسعة رسّخها على امتداد مسيرته.


وعلى مدار العقود، ظلّ المهندس سمير وفياً لقضايا النضال والفكر والثقافة، حاضراً بعطائه وملتزماً بمواقفه. وفي عمّان، امتد عطاؤه لمساندة العمل الثقافي والتربوي في الأردن وفلسطين على حدّ سواء. ومن خلال رؤيته الحكيمة٬ احتضن مؤسسات تعليمية وثقافية عدّة، مؤمناً بأن الاستثمار الحقيقي يكمن في الإنسان، وفي فتح الطريق أمام المعرفة والتعبير والانتماء.



سمير عبد الهادي


◆ عضو فاعل في مجالس أمناء مؤسسات أكاديمية وثقافية بارزة، منها: جامعة الحسين التقنية (الأردن)، وجامعة بيرزيت (فلسطين)٬ وجامعة النجاح الوطنية (فلسطين)، ومؤسسة التعاون، ومركز دراسات الوحدة العربية (لبنان)، والمنظمة العربية لمكافحة الفساد (لبنان).

◆ دعم الإنتاج الفكري الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية ومقرها بيروت.

◆ ​دعم إنشاء مدارس ومراكز علمية ومختبرات جامعية في الأردن وفلسطين، من أبرزها: مركز للفنون في مدينة الزرقاء بالتعاون مع وزارة الثقافة، ومبنى كلية الرياضيات في جامعة بيرزيت الذي حمل اسمه، بالإضافة إلى ملعب كرة قدم ومركز لياقة بدنية في مخيم حطين في عمّان، ومركز تدريب مهني في مخيم غزة في جرش، ومختبر للهندسة المعمارية في جامعة الحسين التقنية في عمّان.

◆ ​عُيّن عضواً في مجلس الأعيان الأردني السابع عشر، وترأّس لجنة الصداقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة. وخلال فترة عضويته، واصل دعمه للعمل الخيري، متبرعاً لصالح مركز الحسين للسرطان، ومؤسسة نهر الأردن، وصندوق أمان لرعاية الأيتام.

◆  أسّس المهندس سمير، بالاشتراك مع شقيقه الدكتور عمر عبد الهادي، مركزًا ثقافيًا متكاملاً في نابلس ليكون مساحة لبناء المعرفة والثقافة، وأطلقا "جائزة نعيم عبد الهادي للأعمال الثقافية" ضمن مؤسسة التعاون. كما ساهما في إنشاء مبنى المراكز العلمية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وديوان آل عبد الهادي في منطقة الشميساني في عمّان ليكون فضاءً للتفاعل الثقافي والاجتماعي، بالإضافة إلى عدد من المشاريع لتطوير البنية التحتية في بلدة عرابة، وترميم المعمار التقليدي لقصور آل عبد الهادي التاريخية.


عطاء سمير عبد الهادي